📍 ضمن فعاليات اليوم الثامن من حملة “وعيك هيفرق” التي تنظمها مجلة نهر الامل بالتعاون مع المركز القومي للبحوث وبمشاركة الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة والمؤسسة العربية الافريقية للابحاث والتنمية المستدامة.
كتب: ا.د/ اسامه محمود عزمي (استاذ وزميل الكلية الملكية لأمراض النساء والتوليد بإنجلترا رئيس قسم بحوث الصحة الإنجابية بالمركز القومي للبحوث)
يدور الحديث دائما عند حلول شهر رمضان المعظم علي أثر الصيام علي السيدة الحامل و مدي إمكانية الصيام لها و ما هي المحاذير و الشروط الواجب توافرها قبل الإقدام علي الصوم في هذا الشهر الفضيل إن كان ممكنا لها الصيام ويمكن ان تصوم السيدة الحامل في رمضان و لكن بمحاذير و شروط خاصة بعد استشارة الطبيب المتابع لحالتها و حالة الجنين الصحية .
و سنتناول في هذا المقال ما يجب تناوله و مواعيد و عدد مرات و نوعية الأكل:
و بداية نحب أن نأكد أنه يمكن أن يسمح بالصيام للمرأة الحامل في الشهور الستة الأخيرة من الحمل إذا لم تكن تعاني من أى مشاكل صحية تمنعها من أداء هذه الفريضة الإسلامية التى يحرص كل الناس علي الوفاء بها في ميعادها.
علي أن تتناول السيدة في الإفطار ما تحتاجه من بروتينات و نشويات و دهون بكمية كافية و أيضا الإكثار من تناول الفاكهة و السلطة الخضراء لما تحتويه علي العديد من الأملاح و الفيتامينات.
فالجنين يتناول ما يحتاجه من مواد أولية مثل السكريات و الأحماض الأمينية و الفيتامينات و خلافه عن طريق الحبل السري و المشيمة و ذلك مما يتوافر في دم الأم والجنين لا يتغذي طوال الوقت و لكنه مثل الشخص البالغ له أوقات و مواعيد للأكل و لكنها علي فترات متقاربة و متعددة و إذا لم يجد الجنين الغذاء الكافي له فأنه يتأثر بذلك فيبدأ أولا في التوقف عن الحركة للمحافظة علي كمية الطاقة المخزونة لديه لتوفيرها للأعضاء الأساسية بالجسم مثل المخ و القلب و الغدة فوق الكلوية و إذا طالت فترة حرمان الجنين من الغذاء لعدة أسابيع فيبدأ في حرق كمية الدهون الموجودة بالكبد و العضلات و خلافه و هنا يتعرض الجنين لنقص النمو و يعاني من إختلال في التمثيل الغذائي و يولد طفل قليل الوزن له مشاكل صحية كثيرة.
و ليس هذا ما يحدث للجنين في شهر رمضان المعظم إذا ما قررت الأم أن تصوم الشهر الكريم لأنه بالرغم من عدم توافر الغذاء المطلوب للجنين بعد أربعة ساعات من الصيام و لكن يتم أمداد الجنين من المخزون المتوافر بجسم المرأة و ستلاحظ الأم قلة أو عدم حركة الجنين طوال النهار و عند موعد الإفطار و بدأ سريان المواد الغذائية و خصوصا السكريات إلي دم الأم و منها إلي المشيمة ثم الجنين يبدأ في الحركة بعدها مباشرة و علي هذا فلا ينصح بالصيام لمن تعاني من الأنيميا الحادة أو نقص السكر أو التعرض لحالات الإغماء المتكررة و علي هذا فيمكن للأم الصيام بدون التخوف من أن يتأثر الجنين من جراء الصيام و لكن أحب أن أضيف أن هذا الكلام ينطبق فقط علي السيدات الحوامل اللاتي لا يعانين من أي مشاكل صحية أثناء الحمل مثل إرتفاع ضغط الدم أو سكر الحمل و أيضا نمو الجنين قبل البدء في الصيام والمشيمة لا تعاني من تكلسات أو ضمور.
و علي هذا فيجب أن تقوم السيدة الحامل في وجبة الإفطار بتناول التمر لما يحتويه من سكريات سهلة الهضم و معادن يكون الجسم في أمس الحاجة إليها بعد ساعات الصيام ثم تبدأ في تناول الشربة ومعها بعض الفطائر الطازجة ثم تتوقف عن الطعام وتقوم لأداء صلاة المغرب وهذا لأن هذا يعطي الفرصة للمعدة للبدأ في العمل بعد ساعات الكسل الطويلة ويمنع الشعور بالتعب والأحساس بعدم القدرة علي التركيز وأنتفاخ و حرقان المعدة و القولون بعد تناول الإفطار الثقيل مرة واحدة .
وهو ما تشكو منه معظم السيدات الحوامل اللآتي قمن بالصيام ثم أفطرن مرة واحدة, وبعد صلاة المغرب تبدأ السيدة في تناول السلطة الخضراء والكثير من البروتينات مثل (اللحمة أو الفراخ أو الأسماك),مع تناول أي صنف من الخضروات و الإقلال من العيش و الأرز والمكرونة ثم بعد نصف ساعة يمكن للمرأة من تناول قطعة أو قطعتين من الحلوي مع تعاطي الأدوية و الفيتامينات التي أوصي بها الطبيب المعالج لحالتها مع تناول كوب كبير من اللبن.
و في الساعة الحادية عشر مساءا يجب ان تتناول السيدة ساندويتش من الجبن مع طبق سلطة كبير.
أما في السحور فلابد من تناول معلقتين عسل أبيض و بيضة مسلوقة مع كوب زبادي علي الأقل مع وجبة السحور التي لابد أن تأخير موعدها حتي آخر وقت ممكن قبل موعد الأمساك مباشرة مع شرب حوالي 2-3 لتر من المياه و السوائل إثناء فترة الإفطار مع كوب لبن كبير أيضا لمنع الحموضة أثناء فترة الصيام.