صحح عاداتك الغذائية في العيد اليوم التاسع والعشرين من حملة “وعيك هيفرق”
ضمن فاعليات اليوم التاسع والعشرين من حملة “وعيك هيفرق” بالتعاون مع المركز القومي للبحوث وتنظيم مجلة نهر الامل بمشاركة الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة والمؤسسة العربية الافريقية للابحاث والتنمية المستدامة.
كتبت د. إيمان فاروق الحجار باحث بقسم التغذية وعلوم الأطعمة – المركز القومى للبحوث
أقبل عيد الفطر المبارك أعاده الله عليكم بالخير واليمن والبركات، ولكن للأسف يلازم عيد الفطر بعض المشاكل الصحية بسب التغيير المفاجئ في النمط الغذائي بعد الصيام لفترات طويلة، ولذلك يجب تعديل وتصحيح هذه العادات الغذائية، ولأن الكثيرون يظنون أن الوجبات الغذائية قاصرة على الثلاث وجبات الرئيسية المعروفة (بالإفطار والغداء والعشاء) مع عدم احتساب المتناول من المأكولات طوال اليوم، والواقع أن كل ما يؤكل من أطعمة مثل (البسكويت والكحك وحلوى العيد والمكسرات) أو حتى (الفول السودانى واللب) كذلك أيضاً المشروبات مثل (المياه الغازية والعصائر) فيما عدا الماء، كل ذلك قد يكون وجبة صغيرة أو جزء من الوجبة. ولهذا يجب على كل فرد معرفة محتوى ما يتناوله من أطعمة ومشروبات من السعرات الحرارية ويعرف إذا كان غذاؤه صحي ويتناول أغذية صحية أم لا؟ ويمكن التعبير عن محتوى الأغذية من الطاقة وعن حاجة الإنسان منها بالسعرات الحرارية، ويختلف كل فرد عن الآخر في حساب احتياجاته الغذائية نظراً للعمر، الجنس، الوزن، الحالة الصحية ونوع العمل والمجهود الذى يقوم به، فمثلاً الرجل الذى يزن 70 كجم وعمره يترواح ما بين 25 إلى 35 ويقوم بمجهود عادي (أى يقوم بعمل مكتبي وجالس معظم الوقت) يحتاج إلى 2375 سعر حراري يومياً ويختلف عنه إذا كان يقوم بمجهود شاق مثل عامل بناء مثلاً فإنه يحتاج إلى 3990 سعر حراري. ولكى تقضي عيد الفطر بصحة وسلامة يجب مراعاة ما يلى: 1. إذا كنت تعاني من مرض السكر أو القلب والأوعية الدموية يجب استشارة طبيبك الخاص بكيفية تعديل جرعات الدواء والإلتزام بها. 2. إبدء تدريجياً بتناول الطعام بوجبات خفيفة سهلة الهضم وقسم وجبات الطعام إلى ثلاثة وجبات ويفضل تناول الفواكه الغنية بالألياف بين الوجبات. 3. تجنب الإرتفاع الشديد لمستوى السكر بعد الإفطار. 4. تجنب الجفاف نتيجة لنقص السوائل وأكثر من شرب الماء. 5. الحفاظ على نسبة الأملاح بالجسم حيث أن النقص أوالزيادة قد يؤدي إلى خلل في ميزان الماء والسوائل بالجسم وبالتالي قد يؤدي إلى اضطراب بوظائف الكلى. العادات الغذائية الخاطئة والشائعة بأيام العيد وتصحيحها: 1. الإسراف في تناول المنبهات مثل الشاي والنسكافيه والتدخين واستبدلها بالمشروبات الساخنة مثل البابونج والكراوية والينسون لما لها دور في تهيئة المعدة للطعام وتساعد في الهضم، تمنع التقلصات وطاردة للغازات بالمعدة، أما الشاي الأخضر والقرفة والليمون يستخدم لحرق الدهون. 2. تناول الكحك والبسكويت ومخبوزات العيد عند آذان الفجر وبدلاً منها الإستعداد لصلاة العيد بعد تناول كوب من اللبن بالتمر بدون سكر. 3. من العادات الغذائية السيئة المتبعة أيضاً بعيد االفطر تناول الأسماك المملحة بعد تناول الكحك صباحاً، لذلك يستبدل هذه العادة بتناول شوربة السى فود أوشوربة السمك بجانب الأسماك المشوية أو المسلوقة المتبلة لأنها سهلة الهضم بجانب طبق السلطة الخضراء ويفضل ذلك فى منتصف النهار. ولهذا يفضل البدء بتناول طبق صغير من الحلبة المنبتة والترمس خلال فترة الظهيرة، حيث تساعد الحلبة على خفض مستوى الكوليسترول وتقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. 4.للترمس أيضاً فوائد عديدة حيث أنه غني بالألياف، لهذا ينصح بتناوله مريض السكر، فالألياف تبطئ من امتصاص الجسم للجلوكوز. كذلك أشارت العديد من الدراسات أنه يقلل من ارتفاع مستوى الكولسترول بالدم، ويحمي من الاصابة بسرطان القولون كما أنه مدر للبول. ويفضل أن يملح الترمس بملح البوتاسيوم أو أضافة الكمون وعصير الليمون لمرضى القلب والأوعية الدموية ومرضى ضغط الدم العالي. 5. الإسراف من تناول المياه الغازية واستبدلها بثمارالفاكهة الغنية بالألياف والهاضمة مثل البطيخ، الكتنالوب والأناناس وتجنب التفاح، الموز، الجوافه والجزر فى حالة الشعور بالإمساك وممكن عمل مشروب المياه الغازية بالمنزل بإضافة ملعقة صغيرة من كربونات الصوديوم إلى نصف كوب ماء وبعض من عصير الليمون. 6. ننصح بالإعتدال بتناول هذه الأنواع لتجنب التخمة والزيادة بالوزن، وتذكر أن المعدة هى بيت الداء وأن الإسراف في تناول الطعام يؤدي إلى الإضطربات للجهاز الهضمي مما يعود بالضررعلى صحة الإنسان، وقد قال الله تعالى في كتابه الحكيم “يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ” (الأعراف: 31). 7.وأخيراً إجعل من العيد فرحة بين أفراد أسرتك وقم بالألعاب الرياضية بالمنزل أو بالحدائق والمتنزهات، فمثلاً يطلب من الذى يسرف فى تناول الكحك والغريبة والأنواع الأخرى من حلوى العيد يحكم عليه بنزول السلم وصعوده عده مرات أو الجري في المكان لمدة عشرة دقائق أو القيام بلعبة الكراسى الموسيقية أو ممارسة الرياضة الراقصة بالمنزل مثل رقصات السالسا والسامبا وهذه الرقصات أنتشرت في الآونة الأخيرة وهي تعتمد على تنفيذ حركات الجسم السريعة مع الإيقاع الموسيقي، وتركز هذه الرقصات على حركة الساقين والذراعين، والغرض من هذه الألعاب إضفاء جو من الفرحة وإدخال السعادة والسرور على النفس، وأيضاً تساعد على إنقاص الوزن، حيث أن الحركات المتسارعة المتتالية عند أداء هذه الحركات تساعد الجسم على حرق الدهون كما تساعد فى الحصول على جسم مشدود ورشيق والحفاظ على الصحة العامة لأنها تساعد على التخلص من الإكتئاب والتوتر، والضغط العصبي. وختاماً يجب أن نغير من مفهوم أن كرم الضيافة أثناء أيام عيد الفطرالمبارك ليست أبداً بتناول العديد من أطباق الكحك ومخبوزات العيد ولكن يجب أن ننظر للمشروبات بأنها أيضاً رمزاً للحفاوة والترحيب، وبهذا نتمنى لكم قضاء عيد سعيد.