ضمن فعاليات اليوم العشرين من حملة “وعيك هيفرق” التي تنظمها مجلة نهر الامل بالتعاون مع المركز القومي للبحوث وبمشاركة الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة والمؤسسة العربية الافريقية للابحاث والتنمية المستدامة.
كتبت د/ فاطمة الزهراء سيد باحث مساعد بقسم التغذية-المركز القومى للبحوث.
للصيام علاقة وثيقة بالجهاز الهضمي، فرمضان من الناحية العملية هو الإمساك عن الطعام والشراب، أي امتناع الجهاز الهضمي عن أداء مهمته أو وظيفته منذ مطلع الشمس إلى غروبها، وهكذا يشكل الصيام راحة لهذا الجهاز لمدة قد تصل إلى17 ساعة.
وقد قال أحد رواد العلاج بالصوم: “إن المعدة العليلة أو الضعيفة تستفيد من فترة الراحة التي يتيحها لها الصوم فتحسن من مستوى وظيفتها وترفع من نشاطها وتعود بعد الصوم إلى العمل بحيوية أكثر”.
ويتحقق كذلك ما أشار إليه الدكتور ديوي: “إن الصوم يعتبر بمثابة راحة استشفائية، فالراحة قد لا تشفي من كسر في العظم ولا جرح من الجروح، ولكنها تهيئ جميع الظروف اللازمة للشفاء” وهذا بالضبط ما تستفيد منه أيضاً المعدة ويستفيد منه الجهاز الهضمي خلال رمضان.
وأثبتت إحدى الدراسات التي أجريت في مجمع الملك حسين الطبي في الأردن، على الصائمين لمعرفة تأثير الصوم على جهازهم الهضمي، وأثبتت أن حموضة المعدة تنتظم مع الصوم، وذلك نتيجة حدوث تغيرات هرمونية وبيولوجية أثناء الصوم تؤدي إلى تحسين جدارها المخاطي وتقوية جهازها المناعي والبنائي، وبالتالي تساعدها في التخلص من الالتهابات والتقرحات المزمنة.
ولذلك عندما تقل إفرازات المعدة، وتتجدد الخلايا، وتتمكن الغدد المخاطية من استعادة قدرتها على إفراز المواد المخاطية التي تغلف الغشاء المبطن للقناة الهضمية، كل هذا يوفر فرصة للتخلص من مشاكل مثل ارتجاع المريء وتقرحاته، بل إن حجم فتق الحجاب الحاجز يمكنه أن يتغير ليكون أصغر، مما يعني أعراضًا أقل ومشاكل أقل في المستقبل.
وكذلك لا يستثني الصيام الأمعاء من هذه الراحة الضرورية، حيث تقوم بدورها بعمليات تنظيف وتطهير متواصلة من السموم والنفايات والفضلات، كما يساعد على التقليل من الاضطرابات الهضمية والغازات المحبوسة في تجويف الأمعاء.
وقد اجمع الاطباء أن للصيام فائدة كبرى للجهاز الهضمي، لكن لا يستشعرها كثير من الصائمين بسبب العادات الغذائية السيئة والإفراط في الأكل الذي يقبل عليه بعضهم في رمضان، لذا يجب اتباع ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم:((ما ملأ آدمي وعاءً شرًّا من بطنٍ، بحسب ابن آدم أكلات يُقمن صُلبه، فإن كان لا مَحالة، فثُلُث لطعامه، وثُلُث لشرابه، وثُلُث لنَفَسَه)). صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.